أسباب مهمة لفشل رجال أو رواد الأعمال في نشاطهم وعدم استمراره:
١- التوهم بوجود فكرة رائعة ستحقق رواج:
قبل الشروع في أي مشروع أو نشاط جديد ، أعلم إن الافكار وحدها لا تطير ولا تنتشر بدون إن يكون لها ثقل وصدي في المجتمع المستهدف أن تنتشر فيه، فلا تتخيل أن فكرة ما سوف تحقق رواجا كبيرا في مجتمع لا يقبلها ، أو غير مستعد لها ، أو غير واقعية بالنسبة لاهله، مثل من يفتح مطعم فاخر في منطقة شعبية، فهي فكرة مرفوضة لأن المجتمع المحيط لن يقبلها ولن يروج لها بل ستقابل بالرفض والاستنكار. الخلاصة فكرة بدون دراسة محكمة تؤدي إلي فشل ذريع في وقت سريع.
٢- التوهم بالذات، حلم ريادة الأعمال بدون ريادة:
ريادة الأعمال تتطلب الكثير من العمل ، يصدق فيها قول القائل إنه لا أحد يصل للنجاح بالعمل يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلي الخامسة مساء، ريادة الأعمال تتطلب إن تلغي من تفكيرك عقلية الموظف الذي يعمل بدوام ثابت ، أو فكرة إنك عندما تصبح رجل أو رائد اعمال فإنه سوف يكون لديك الكثير من وقت الفراغ وسوف تتحكم في الاخرين بل إن عليك إن تجعل عملك هو شاغلك الشاغل أربع وعشرون ساعة في اليوم سبعة أيام في الاسبوع اثنان وخمسون أسبوعا في العام.
لا مجال للراحة ولا مجال للاستهتار ، بالتأكيد سوف يكون هناك وقت للراحة ولكن ليس كما تظن اغلب الوقت وليس كما تري في الافلام و الروايات فالنجاح يستلزم إن تكون في كامل تركيزك طول الوقت.
الكل يتحدث عن الجانب الجيد من ريادة الاعمال، الاضواء، المؤتمرات ، الحفلات ، الخطابات ، الكل يسع إلي تلك الحسنات فقط ، أفضل طعام أفضل حلل والبسة، أفضل طلات وتقديمات أمام الاخرين ولكن ماذا عن الجانب السئ؟ ماذا عن الألم والكد والمعاناة والصراعات اليومية و الدائمة ليظل المشروع قائم وناجح، صراعات مع نفسك قبل الصراعات مع الاخرين ، صراعات نفسية قبل الصراعات الجسدية، لن تكون رائد اعمال ناجح بدون إن تكون مستعد نفسيا وجسديا لحرب شعواء مع نفسك ومع كل من حولك أصدقاء، منافسين ، شركاء في العمل إذا لم تكن مستعدا لتحمل كل ذلك
٣- الاعتماد علي الحدس وعدم دراسة السوق:
يري الغالب من الناس إن فكرة الاستثمار في المنتجات الغذائية دائما رايح وهو المسيطر علي السوق، فلم إذا كثيرا ما تجد إن مطاعم جيدة تغلق سريعا أو لا تجد عليها زبائن مثل مطاعم اخري، الأمر ببساطة إن المستمر صاحب الفكرة لم يدرس السوق جيدا ومدي احتياجاته السلعة أو الخدمة محل المشروع.
ودراسة السوق لا تقتصر فقط علي المستهلك بل تتعدي ذلك لدراسة البيئة المحيطة بالمشروع ، هل هناك منافسة محتملة، مدي تقبل البيئة المحيطة المشروع والمستهلكين المحتملين له. وكذلك دراسة المسائل الاقتصادية و السياسية المرتبطة بالمشروع ومدي تاثيرها عليه وعلي استمراره ، ثم إن هناك الامور القانونية المتعلقة بالمشروع ومدي مشروعيتها وصحتها وتوافق ها مع القوانين و اللوائح اللازمة لبقائه وادارته بشكل قانوني سليم وهذا ما يعنينا كمحامين كيد معاونة لريادة الأعمال في هذا الشأن.
ولنا قريبا مقالة أخري تفصيلية عن دور المحامي في المشروعات الاقتصادية و نشأتها و استمرارها.
تعليقات
إرسال تعليق