*** هذه المداخلة الغرض منها التوعية ببعض الأطعمة للوقاية من الأمراض
المنتشرة في الفترة الأخيرة***
الوقاية خير من العلاج
من النعم التى أنعم الله بها على مصر وجود بعض الأطعمة
والأشربة التى تحارب الأمراض وترفع من مستوى المناعة في جسم الانسان بشكل كبير، وأهمها
الثوم والبصل والليمون، كما ان هناك نبات مهم أخر هو القصب الذي يستخرج منه الخل
بجانب عدد كبير من المشتقات.
واستخدام الثوم في مكافحة الأمراض بل ومواجهة الحرارة الشديدة يرجع إلي عصر بناء الاهرامات
في مصر القديمة، حيث كان عمال الاهرامات يستخدمون البصل والثوم لزيادة المناعة من الامراض
واحتمال درجات الحرارة العالية.
أما عن "دواء اللصوص الأربعة"، أو كما يعرف أيضاً "خل اللصوص
الأربعة" فقد عرف في فرنسا التى ضربها الطاعون في الفترة من ١٦٢٨ وحتي
عام ١٦٣١، والذي أطلق عليه الموت الأسود أو الطاعون
الأسود، ويقال أيضاً أن تلك الواقعة حدثت في
الطاعون الأسود الذي أصاب أوروبا في القرن الرابع عشر، فقد تم القبض علي أربعة
لصوص بمدينة مارسيليا يقومون بسرقة البيوت والجثث مستغلين انتشار المرض والزامهم بالعمل
في نقل الجثث ودفنها، ولاحظ الحاكم إن اللصوص الأربعة يعملون بجد في عملية نقل
ودفن الجثث بدون تعرضهم للإصابة بالمرض بل وظلت قوتهم كما هي لم تتأثر لا بالمرض
ولا العمل المستمر، فعرض عليهم العفو عن العقوبه إن اخبروه بالسر.
كان سر اللصوص إنهم يصنعون ترياقاً من مزج الخل والثوم وفي رواية
أخري مزج الخل والثوم وبعض الأعشاب مثل إكليل الجبل (الروز ماري) وبعض الأعشاب
الاخري مثل الكمون، الينسون، المرمرية والبردقوش، الأمر الذي جهلهم قادرين على مواجهة شر
الأمراض والاوبئة. وكان يتم تحضير الدواء أو خل اللصوص الأربعة عبر
مزج معيار من الخل ( أي نوع من أنواع الخل الأبيض أو الأحمر بكافة أنواعه) مع
مكيال من الثوم المفروم والمرمرية والبردقوش وإكليل الجبل وتركهم في الهواء لبضعة
أيام ثم كانوا يستخدمونه كشراب وكغسول لليد والجسم أيضاً.
الجميل في الموضوع أن المصريين لديهم وصفة قريبة تأخد مرة أو مرات
متعددة أسبوعيا وهي موجودة في الدقة المستخدمة في أكل الكشري، فهو يعد من الخل
والثوم والليمون والكمون، وفي بعض الأحيان بعض الأعشاب الأخري. بجانب أنه من العادات
اليومية للمصريين أكل الطعام المعد باستخدام الثوم والبصل والليمون بالاضافة إلي
وضع الكمون أو شرب البردقوش والمرمرية وغيرها من الأعشاب المفيدة في مكافحة
الأمراض والوقاية منها.
والليمون لمن أراد أن يعرف فوائد الليمون فان كتب الأعشاب والوصفات
الطبية العشبية لا تنفذ من الوصفات المحتواة على الليمون بكافة صوره وأشكاله،
وهناك العديد من الوصفات المقترنة بمزج الليمون وعصير القصب لتطهير المعدة والدم
من السموم وغيرها من البلايا.
الأمر كذلك بالنسبة للبصل والذي يعد بمفرده صيدلية كاملة لعلاج امراض
عديدة مثله مثل الثوم، مما يجعلنا لا نندهش من ذكر رغبة اليهود في العودة إلي مصر
بعد الهروب منها فقط رغبة في أكل الثوم والبصل كما ورد بالأية الكريمة رقم 61 من سورة البقرة }إِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ
فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا
وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ
الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم
مَّا سَأَلْتُمْ{ صدق الله العظيم. وفومها يفسرها بعض المفسرين بأنها الثوم،
وبصلها هو البصل.
مع انتشار الأمراض فيما حولنا، فإنه من اللازم الاهتمام بمثل تلك
العلاجات البسيطة الفعالة للوقاية من الأمراض، وهي علاجات متوافرة تحت يد المرء
بدون صعوبة الوصول لبعض انواع العلاجات الكيميائية، كما ان صنع الأمصال يأخد وقت
طويل من ظهور المرض فالوقاية خير من العلاج، ولعل وجود مثل تلك الأطعمة والأشربة في مصر من اهم أسباب حفظها من الأمراض والأوبئة العالمية بعد فضل الله سبحانه وتعالي.
أما بشان اللصوص الأربعة فقد قيل أنه تم إعدامهم ولم يمنحوا
العفو الذي تم وعدهم به، ولكن تلك قصة أخري.
تعليقات
إرسال تعليق