القائمة الرئيسية

الصفحات

كثيرا ما نسمع في مصر كلمة فقاعة مرتبطة بأزمة من نوع ما، وبخاصة في مجال العقارات في السنوات الأخيرة، فقاعة عقارية، فما هو المقصود من فقاعة وما أثر تلك الفقاعة على المجال المرتبطة به.

تعريف الفقاعة الاقتصادية:

ومصطلح فقاعة هو مصطلح اقتصادي مرتبط بخلل في سعر سلعة أو خدمة مما يؤدي إلى حدوث مشاكل اقتصادية مرتبطة بها على مدي زمني معين.

هناك عدة تعريفات لمصطلح الفقاعة تشير أغلبها أن الفقاعة الاقتصادية هي ظاهرة تحدث بسبب ارتفاع مفاجئ في سعر منتج ما لمستويات مرتفعة غير منطقية، وتكون نتيجة المغالاة في المضاربة على سعره لمستويات خطرة مما يؤدي بعد ذلك إلى تكبد خسائر فادحة.

ولأن المضاربة السعرية تتواصل بلا توقف فتكون أشبه بانتفاخ البالون الذي يتمدد حجمه، إلى أن يصل لمرحلة الانفجار نتيجة عدم تمكنه من تحمل ضغط الهواء على جداره، وهو نفس ما يحدث للأسعار مع صعودها الجنوني حيث تهبط بشكل متسارع تماما كما كانت وتيرة ارتفاعها.
ويعرف الاقتصاديون الفقاعة الاقتصادية بأنها:
"هي حالة تزاد فيها قيمة الشيء أو السلعة دون سبب واضح، مما يؤدي إلي زيادة المضاربة على السلعة، فيكون السعر المتداول به الشيء يزيد بكثير عن القيمة الحقيقة أو العادلة، ثم يحدث انفجار مرة واحدة وهبوط حاد ومفاجئ في سعر هذه السلعة."

سبب ظهور الفقاعة الاقتصادية:

يري البعض أن التضخم له دور في ظهور الفقاعات الاقتصادية، وتتسبب المضاربات في حدوث مبالغة في تسعير السلعة، فيصبح السلعة في الفقاعة مبالغ فيه وغير حقيقي ومن ثم فسوف يأتي عليه وقت ما ويتراجع مرة أخري إلى القيمة الأساسية لتل السلعة بعد حدوث الانفجار.

أثر الفقاعة الاقتصادية على الاقتصاد الداخلي:

تسبب الفقاعات الاقتصادي في عمل توزيع غير عادل للثروات، بالإضافة إلي عمل حالة من الرواج المؤقت غير الدائم في القطاع الذي تحدث فيه الفقاعة مثل قطاع العقارات، مما يتسبب في اضعاف الاقتصاد عند انفجار تلك الفقاعة.

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حالات من الكساد كانت مرتبطة بفقاعات اقتصادية، اخرها الازمة الاقتصادية الخاصة بالرهن العقاري التي حدثت خلال عام 2008 ، الأمر عند انفجار الفقاعة، فان القطاع الذي احتواه يتضرر كثيرا، بالإضافة إلي الاقتصاد الكلي للدولة ، لان ذلك الانفجار سوف يتسبب في توقف عمليات البيع في القطاع وانخفاض الأسعار بصورة كبيرة وبالتالي تقل الأرباح الداخلة للقطاع بجانب الخسائر الكبيرة من انخفاض الأسعار بشكل كبير وسريع، الأمر الذي يؤدي إلى رفع معدلات البطالة في الدولة بسبب تسريح العمالة في القطاع المتضرر لعدم وجود مدخلات ولتوفير النفقات وتوقف الاستثمارات في القطاع بالتبعية "خسائر بالجملة".
بالإضافة إلي الأضرار لاقتصاد فهناك أضرار للمستهلكين الذين قاموا بشراء السلعة بأسعار مرتفعة ، وللمستثمرين أيضاً الذين قاموا بالاستثمار في القطاع والذين قد لا يستطيعون أن يعوضوا تلك الخسائر في ذات القطاع لسنوات طويلة، ولا ننسي العمال والموظفين الذين سيتضررون بالتبعية من ذلك الانفجار.
وفي الغالب الأموال التي تهرب من القطاع المتضرر والمضاربين سوف يهربون إلي قطاع أخر لممارسة نفس الممارسات فيه مما يعرض الاقتصاد إلي ضربات متتالية تؤدي إلي إنهاكه.

أمثلة على فقاعات اقتصادية:

على مدار التاريخ كان هناك عدد من الفقاعات الاقتصادية التي أثرت على اقتصاديات العديد من الدول، أول تلك الفقاعات والتي تعرف بجنون أزهار التيوليب في هولندا عام 1637 ميلاديا، وتعد تلك الفقاعة هي أكبر فقاعة اقتصادية مسجلة حتى الأن، حدثت بسبب تزايد الطلب على بَصَل زهرة التوليب حتى وصل سعر الزهرة الواحدة إلى ألف فلورينا وهي العملة المستخدمة في هولندا ذلك الوقت في حين أن متوسط الدخل في الدولة كان 150 فلورينا، مما أدى إلى ارتفاع ثمنها إلى حد غير مسبوق، ثم انهار سعرها فجأة.

وفي وقتنا الحالي هناك فقاعة الإنترنت التي حدثت عام 2000، والفقاعة الإسكانية في الولايات المتحدة (أزمة الرهن العقاري) التي حدثت خلال العامين 2006 و2007 وأدت حدوث أزمة اقتصادية في أغسطس من عام 2008. 

 

 


تعليقات